عدد المساهمات : 169 نقاط : 517 تاريخ التسجيل : 02/05/2010 العمر : 29 الدولة : المغرب المزاج : جيد
موضوع: التصميم المعجز للدلافين السبت 24 يوليو 2010, 04:26
الأستاذ هارون يحيى
التصميم المعجز للدلفين من خصائص الدلفين أن عملية التنفس عنده إرادية على عكس باقي اللبائن حيث يتمّ التنفس بشكل تلقائي ، أي إنّه مثلما نمشي نحن بإرادتنا فإنّ الدلفين يتنفس بإرادته، وهذه الميزة تحول دون موت الحيوان اختناقاً عندما ينام وهو سابح في الماء. ويستخدم الدلفين عند نومه النّصف الأيسر والنصف الأيمن من مخه بالتناوب وتكون مدة النّوبة 15 دقيقة، فإن كان أحد النصفين نائماً يتدخل النصف المستيقظ ويدفع بالحيوان نحو السّطح للتّنفس.
والدّلفين لا يتنفس داخل الماء كباقي الأسماك، ولهذا السبب يجب عليه أن يصعد إلى السطح بصورة منتظمة للتنفس. وتوجد أعلى الرأس فتحة تتيح للحيوان التنفس من خلالها. ويتميز جسم الدلفين بخصائص فريدة، إذ تنسد الفتحة التنفسية تلقائياً حالما يغطس الحيوان في الماء بواسطة سدّاد معدّ لهذا الغرض، وهكذا يمنع الماء من الدخول إلى الجسم، وعند صعوده إلى السّطح تنفتح تلك الفتحة تلقائياً أيضاً. أما الاستطالة الموجودة في فم الدلفين والشبيهة بالمنقار فوظيفتها تسهيل حركته في الماء، فبواسطة هذه الاستطالة يستطيع الحيوان أن يشق الماء أثناء الحركة و السباحة بأقل طاقة ممكنة. ويوجد شبيه بهذه الاستطالة في مقدمة السفن الحديثة و تقوم بالوظيفة نفسها، وهذا تصميم هيدروديناميكي يساعد في تعجيل سرعة السفينة.
ويستطيع الدّلفين السباحة في الماء بسرعة كبيرة تحيّر العلماء، فالماء ينساب حول الدّلفين أثناء السباحة انسياباً يسيراً، ويرجع الفضل في ذلك إلى تكوين الجلد، فقد أثبتت الأبحاث العلمية التي أجريت على جلد الدّلفين أنه يتكون من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية التي تكون رقيقة ومرنة، والطبقة الداخلية وتتألف من قضبان ذات شكل يشبه الفرشاة البلاستيكية، وتتميز هذه الطبقة بالمرونة أيضاً، والطبقة الوسطى وتتألف من مادة ذات طبيعة إسفنجية. فعند سباحة الدلفين بأقصى سرعة تتشكل دوامة مائية حول جسمه، والضّغط الهائل المتولد من هذه الدوامة يتم إيصاله إلى الطبقات الجلدية. فالطبقة الخارجية تنقل تأثير الضغط إلى الطبقات الداخلية التي سرعان ما تمتص تأثيره، وبهذه الطريقة تزول الدّوامة قبل أن تمتدّ وتتوسع. وإنّ وجود مثل هذه التراكيب الجسمية لدى الدلافين فقط يمثل دليلاً على التّصميم المعجز، وهو يحمل رسالة لا تخفى معانيها، وهي أنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الدّلفين ووهبه هذه الخصائص كي يستطيع العيش في الوسط الذي يوجد فيه!